سماح صادق قناوي تكتب: قبضة حزن

 

 

قبضة حزن.. سارحة تائهة بقاربٍ وسط المحيط المظلم مياهه كاحلة بسماء مظلمة،

مليئة بالنجوم اللامعة وضوء قمر ساطع على قاربي في يدي مجدافه،

ولكن لا أستطع التحكم به، واقفة بدون سير،

شُلت يداي ومعها جسدي لعدم الحركة لذهابي من هذا المكان المخيف،

أمواجه فقط تدفعني بين هنا وهناك أريد بوصلة لأرشادي على  شاطئ الحياة .

أيا حزني أفلا يأتي رحيلكَ عني فأنتَ مهلكٍ للروح ومدمري.

“يا حزني حزنك أصبح مثل القاتل لي.. عدوٍ للإستلاء على روحي وقلبي..

أصبحت مثل الرفيق الذي لا يترك صاحبه ولكن ليس للراحة وإنما للعذابي..

مللتُ منكَ وأنتَ بعدم الملل غير منتهي..

إكتفيت قضائكَ على أجمل الصفات بيِ..

شحبَ الوجه وتعكر دمائه وأنتَ بأسلحتكَ قطعتُ بها جمالي.

قبضة حزن.. كن لي صديقا

كن لي صديقاً وليس عدوٍ لأنكَ مبتكرٍ بفن قتالي..

فيها تدمير للوحتي المونليزا لتصبح لوحة مليئة بدمائي..

كن عادلاً واعطيني سلاحاً لنرى من هو الرباحي”..

ثم تساقطت الأمطار وأنا مُتكئة علي قاربي، وشعري مبتل ومتدالي على وجهي بدموع منهمرة ،

ولا أعرف الفرق فيها بين ماء المطر وماء دموعي أكتفيتُ بطعمه المالح

ورفعت رأسي للسماء لأستمتع بقطرات المطر التي تنزل مثل اللؤللؤ على وجهي،

وبطعم مياهه العذبة وعندما لامسته شفتاي كان طعمه ايضا مالحاً،

ماذا يحدث لي ولما طعمه مثل طعم دموعي، حتى الطبيعةُ تنقلب ضدي،

ألا يكفي ذلك الحزن الذي لم ينقطع عني.

دموعٍ مالحة ومحيط مالحٍ وأمطار سماء تتساقط على وجهي،

كاد وجهي وشفتاي تنشقق بطعم مياهه المالح.

المفاجأة

وبغضبٍ مني نظرت إليها لأتوسل إليها لأكتفائها ما تفعله بيِ

أنظري إليِ فأنا من الأساس مدمره الحزن يحيطني من كل جانبي،

ثم كانت المفاجأة،

رأيتُ السماء حزينة لحزني وأنه ليس مطراً بل كان بكائها عليِ

وكادتُ أن تنشق لأحزاني،

فلتعذريني أيتها السماء فهذا ليس بيدي أنه مثل الرفيق الذي لا يترك صاحبه أبدا،

عبثُ الزمن معي تاركً كل شيء محطمٍ.

عليكِ إذن بتبديل حزنكِ لفرحٍ لمساعدتي فلتحولي تلك المجداف إلي سيفٍ لمحاربة تلك العدو الأحزني،

والقضاء عليه، قبل إنشقاق البحر أيضا لإبتلاعي .

فلتعذريني أيتها الطبيعة فأنا لا أستحق الوجود بجانبكم لأن أحزاني غيرت طبيعتكم،

أمطار مالحة من سماء مظلمة،

وإختفاء أمواج البحر المفرحة ليصبح ساكن هادئ مظلم حزين لأحزاني،

مشفقةٍ عليكِ طبيعتي أسفة ما حدث لكِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى