أحمد سلام يكتب : وسافر الزمن الجميل

فى أعقاب رحيله في 4 مايو 1991 كتب الشاعر فاروق جويدة قصيدة حزينة نشرتها صحيفة الأهرام تحت عنوان “وسافر الزمن الجميل”

نعي فيها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وزمانه وقد “شهد” محمد عبد الوهاب “طوال” عُمره “المديد” عصورا عنوانها مصر التي كانت بحق جميلة في كل شييء

وقد شب في أجواء “مقام” سيدي الشعراني بباب الشعرية “بالقاهرة” ليحفظ التواشيح الدينية ويحفظ القرآن الكريم الذي أضفي علي أدائه طلاوة تفرد بها

لينتقل إلي كنف أمير الشعراء أحمد شوقي ليتعهده في بواكير ظهور عملاق إسمه محمد عبد الوهاب الذي أطلق عليه وقتها في ثلاثينيات القرن الماضي ومابعدها لقب مطرب الملوك والأمراء

وبمرور الزمن كان موسيقار الأجيال الذي كان يحتفي دوما بيوم مولده في 13 مارس

حيث كانت له فلسفة محل إعتبار في الإحتفاءحيث كان يؤثر الإحتفاء بذكري الميلاد حال الحياة وكان يخشي الموت

ليتحقق مبتغاه بعد رحيله حيث داومت مصر علي إحياء ذكري ميلاده، ولأنه محمد عبد الوهاب فلابد من إحياء ذكري الميلاد وذكري الرحيل

وفي ذكري الرحيل يسجل التاريخ لمحمد عبد الوهاب عبقرية تفرد بها تمثلت في إنتقاء رائع لكلمات ألحانه متأثراً بأمير الشعراء أحمد شوقي الذي تعهده في فجر البداية

لتبقي روائع عبد الوهاب الشعرية هي الأروع والأجمل ومن منا ينسي الكرنك والجندول ودعاء الشرق وجبل التوباد وغيرها من الألحان الشجية المعبرة التي شكلت وجدان أجيال عاصرت عبد الوهاب

وتوارثت حبه حتي بعد الممات وإن تواري الإهتمام بالفن الأصيل في ظل إنهيار القيم والمبادىء ورواج الغناء الهابط، ويبقي دوما من الماضي أجمل أيامه التي لاتموت وإن تباعدت الأيام.

في ذكري رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب حقا سافر الزمن الجميل والعزاء أن الذكري تبقي حية في القلوب علي طول الدوام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى