محمد سلامة يكتب … التوازن المعيب في الحرب الاذرية الارمينية

 بقلم: محمد سلامة:

يبدو ان الامور المستقرة في الاعراف والقوانين الدولية بدات في التآكل، واقصد هنا استهجان بعض الدول لاعلان تركيا دعمها لاذربيجان في حربها المقدسة لتحرير اراضيها من الاحتلال الارميني.

كنا نظن ان الانحياز للشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن الاربعة وعشرات القرارات للاتحاد الاوربي ومنظمة التعاون الاسلامي ورابطة دول عدم الانحياز ستحرك ساكنا في الدول التي ظنت بعدم انحيازها للشرعية الدولية نوع من التوازن.

وهو ليس توازنا بقدر ماهو تخلي عن اسس دامت اكثر من 75 عاما منذ تاسيس الامم المتحدة التي اقرت حتمية الدفاع عن الارض والعرض وصد العدوان وهي اسس اكدت عليها الشرائع السماوية ايضا.

التوازن المعيب في نظرة تلك الدول لن ينفعها، فقد تصبح ذات يوم في موقف اذربيجان، وساعتها لن تجد دولا مثل تركيا تدعم موقفها،

فالموقف التركي نابع من احترام الشرعية الدولية وقرارات استقرت في الضمير الجمعي للدول والشعوب في الدفاع عن اراضيها وتمكينها من تحريرها اذا احتلت كلها او بعضها. فهناك عشرات القرارات لصالح الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائيلي كما حدث مع اذربيجان، وصدور العديد من القرارات التي تؤكد علي ضرورة انسحاب ارمينيا من منطقة كاراباخ الاذرية وسبع مناطق اخري حولها.

وليست فقط تركيا التي وقفت مع الحق الاذربيجاني فهناك باكستان واوكرانيا وبيلاروسيا وعشرات الدول التي اعلتت دعمها للموقف الاذري.

وليت الدول العربية تصدح بموقفها في ذلك النزاع بين اذربيجان وارمينيا، فلا يمكن التوازن بين القاتل والمقتول والمحتل ومن اغتصبت اراضيه لا دينيا ولا سياسيا ولا انسانيا.

القواعد والاعراف والقوانين ستظل نبراسا للشعوب لتحرير اراضيها كما يحدث الان في اذربيجان التي تستمد حقها من تلك القرارات التي اكد عليها المجتمع الدولي مهما ملأت افواه بعض المواقف الرسمية لبعض الدول المياه او توارت باسم التوازن. فهذا وقت اعلان المواقف لشعب اذربيجان الذي شرد واحتلت اراضيه في كراباخ. وماتقوم به باكو من تحرير اراضيها وطرد المحتل ودعم الدول لها يعد واجبا اخلاقيا قبل ان يكون انسانيا او دينيا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى