سلطنة عُمان ملتقى للاجتماعات واللقاءات الإقليمية والدولية تقدم فيها خبراتها

كتبت – فاطمة بدوى:

تشهد سلطنة عُمان في الفترة الراهنة العديد من الاجتماعات واللقاءات الإقليمية والدولية في العديد من المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والبيئية وغيرها، وهو ما يبرز قدرتها ليس فقط على تنظيم واستضافة الاجتماعات الدولية الكبيرة، و لكن أيضا عرض جانب من خبراتها العملية التي أنجزتها على أكثر من صعيد. يأتي ذلك في إطار مواصلة عُمان القيام بدورها الإيجابي النشط لتحقيق كل ما يمكن أن يعود بالخير لشعوب ودول المنطقة، سواء على صعيد العمل على حل المشكلات القائمة بالحوار والطرق السلمية، لاستحالة الحل العسكري لها، أو لدعم وتوسيع نطاق المصالح المشتركة والمتبادلة فيما بينها في مختلف المجالات التنموية ، ولصالحها جميعها. وفي هذا الإطار ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، تتواصل في صلالة بمحافظة ظفار أعمال الاجتماع الوزاري «الطريق إلى التغطية الصحية الشاملة في إقليم شرق المتوسط» ، وهو الاجتماع الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة وتشارك فيه اثنتان وعشرون دولة من إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط، وعدد من المنظمات المتخصصة، والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة مع منظمة الصحة العالمية . تتمثل أهمية هذا الاجتماع الرفيع، ليس فقط في أنه يعد أعلى سلطة توجيهية في منظومة الصحة العالمية بالنسبة لإقليم شرق البحر المتوسط ، ولكن أيضا بحكم الموضوعات التي يتناولها والتي تركز على التغطية الصحية الشاملة ، وهي قضية عنيت بها الحكومة العُمانية منذ وقت مبكر، ولها فيها تجارب وإنجازات رحبت بها منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات المعنية الأخرى. وعلى صعيد آخر ، تشهد عُمان انطلاق التمرين الإقليمي لسرعة الإخلاء الذاتي من أمواج تسونامي، الذي ينفذه المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالهيئة العامة للطيران المدني، بمشاركة 23 دولة من الدول المطلة على المحيط الهندي ، وذلك للتوعية بمخاطر أمواج تسونامي ، وتعزيز وعي المواطنين والمقيمين في المناطق الساحلية بكيفية التعامل مع تلك الأمواج في حالة حدوثها، وأهمية وضرورة الاستجابة السريعة للتحذيرات التي يتم إصدارها من الجهات المختصة واتباع سبل الوقاية المحددة، وهي أمور تهم كل القاطنين في المناطق الساحلية في الدول المطلة على المحيط الهندي. يأتي احتضان السلطنة لهذا التمرين انطلاقاً من خبراتها العملية في التعامل بفاعلية مع مختلف الأنواء المناخية، وما يتوفر لها من إمكانيات متطورة، منها على سبيل المثال 21 محطة لرصد الزلازل، إلى جانب المركز الوطني لرصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس، و10 محطات رصد لمستوى سطح البحر بالتعاون مع البحرية السلطانية العمانية ومركز الأمن البحري، ومحطات الجي بي إس، والرادارات البحرية الخمسة بطول السواحل العُمانية. ناهيك عن أن سلطنة عُمان مؤهلة لأن تكون مركزا إقليميا لشبه الجزيرة العربية للتحذير من أمواج تسونامي، بفضل خبراتها العملية، وبوجود الأجهزة والأنظمة المتطورة، وبالكادر الوطني المدرب جيدا، خاصة وأنه يمكنها إصدار تحذيرات في غضون دقائق معدودة من حدوث الزلزال .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى