“حروب الجيل الرابع وتأثيره على الشباب”  معركة السيطرة على العقول والخداع النفسي

كتبت : هند يوسف

نظمت النقابه العامه باتحاد كتاب مصر ندوة تثقيفية بعنوان: “حروب الجيل الرابع وتأثيرها على الشباب”

وانطلقت الندوة بحضور اللواء اركان حرب ناجى شهود مدير مخابرات الأسبق ومستشار بأكاديمية ناصر العسكري والباحثه الشاعرة وعضو إتحاد كتاب مصر رشا الخطيب . والكاتب والسينارسيت مجدى صابر والباحثه والشاعرة  هناء امين والدكتورة والشاعرة  سهام الزعيرى والناقد الأدبى وخبير المناهج التعليمية والدكتور  سلامه تعلب.

حاضر في الندوة اللواء اركان حرب ناجى شهود مدير مخابرات الأسبق المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية

الذي تحدث عن دور مثل هذه الندوات في صد الهجمات الشرسة من موجة الشائعات التي تضرب البلاد في هذه الأيام، وأهمية قيام المؤسسات التعليمية بدورها التثقيفي في الوقوف كأول حائط صد ضد حروب الجيل الرابع من الشائعات ؛ وكذلك دور الإعلام والمواطنين في القيام بدورهم في مثل هذه المواقف .

مؤكدا خلال حديثه ان الثقافه تمثل نوعاً من الارادة وليست الثقافه ان تقول شيئا جميلا فقط.

وقال تنقسم الحروب إلي أجيال كالتالي: الجيل الأول “جيشين نظاميين ومواجهة صاروخ ضد صاروخ”، ثم إلى “حروب الجيل الثاني العصابات”، ثم حروب الجيل الثالث وهي وقائية وسريعة وخاطفة ثم حروب الجيل الرابع و من أدواتها”الحرب النفسية، العصابات، شبكة الإنــترنـت وتغيير مفردات اللغة العربية إلى جانب الضغوط الاقتصادية، وتضم “اللعب في البورصة، زيادة الأسعار، أزمة الدولار، ضرب السياحة، تصدير الأزمات.

وتهدف حروب الجيل الرابع إلى زعزعة الاستقرار والتشكيك في الجيش والشرطة والقيادات السياسية وضرب الاقتصاد بضرب السياحة ونشر الشائعـات واستخدام التكنولوجيا في التنظيمات الإرهابية.

وحذر شهود من أن حروب الجيل الرابع والخامس تمثل قضية شديدة الخطورة على أمن مصر، مشيرًا إلى أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ عام 2011 والتي كان هدفها هو تدمير أجهزة الدولة، كذلك شدد على خطورة تطور وسائل القتال في تدمير الدول والقضاء عليها من خلال حروب الجيل الرابع والخامس والتي تعتمد على وسائل الاتصال الحديثة ونشر الشائعات وتحطيم ثقة الناس في بعضها وقياداتها.

الوعي وبناء الإنسان

وأشار الناقد الادبي وخبير المناهج التعليمية الدكتور  سلامه تعلب ان علينا إدراك أهمية الوعي وبناءة، لأننا بهذا ننظر إلى غد أفضل، حيث إن المشاركة الفعلية تبدأ من الاهتمام ببناء الوعي وهو الفهم والإدراك السليم ويأتي هذا من نشر المعرفة والخبرات الحياتية، وكذلك إعمال العقل وبالتالي نجد أننا أمام عملية عقلية يستطيع خلالها الإنسان أن يفهم ويدرك بشكل سليم ليحلل ويقارن لاتخاذ القرار السليم.

وأضاف أن الوعي لا يقتصر فقط على ما نعانيه من مشاكل خاصة بـ”الشائعات أو الحرب على الإرهاب، أو الانزلاق بالانضمام للفكر الإرهابي”، وإنما بالوعي الذي يشمل كافة جوانب حياتنا، فنحن بحاجة إلى أن نقوم ببناء الوعي لدى المرأة من كافة الجوانب الحياتية، وكذلك بناء الوعي لدى الطفل من ناحية الإرشاد والتعليم، وأيضا توعية الشباب كيف يفكر ويتخذ قرار سليم، فإذا أردنا التغيير والتطوير وانتظار غد أفضل علينا ببناء الوعي.

ولفت الدكتور  سلامه تعلب  إلى أن بناء الوعي مرتبط بـ “بناء الإنسان” عقليا وبدنيا وليس فقط مسئولية الإعلام وحده ولكن لابد من تكاتف وتعاون وتنسيق بين مؤسسات متعددة وهي: المؤسسة الدينية، المؤسسة الثقافية، المؤسسة التعليمية، الشباب والرياضة، والإعلام والذي له دور مهم من خلال نشر المعرفة والحقائق والاهتمام بتغذية العقل لما يتيح للإنسان أن يقارن ويحلل ويفهم ويتخذ القرار الصحيح، وكذلك يدرك إدراك صحيح، هذا بالإضافة إلى أن الوعي هو حائط الصّد أمام أي أفكار متطرفة أو سلوكيات منحرفة وبالتالي الرهان على الوعي.

قوى البعد الثالث

وتوضح الباحثه والشاعرة وعضو إتحاد كتاب مصر رشا الخطيب، كان في الماضي نعتاد الحرب التقليدية بمواجهة الجيوش لبعضها البعض، ولكن بدأت حروب أخرى وهي ممارسات “قوى البعد الثالث”، وهي السيطرة على العقل كـ” السيطرة في التعليم ووسائل الإعلام” وهي التي تمثل أفضل ممارسات القوة .

وأشارت، إلى أنه ينبغي أن تتم مجابهة ذلك عن طريق المواجهة بالإعلام، فمن الضروري أن يتم إحداث ثورة حقيقية وطنية ترفع الوعي وتكون لها رؤية عميقة، وكذلك نعيد بناء الذاكرة الاجتماعية على النحو الذي يقوى الشعور بالهوية، فقضية الذاكرة والحروب تحتاج إلى احتشاد وطني وثقافي ومعرفي.

حروب الجيل الرابع

ومن جانبها تضيف الباحثه والشاعرة  هناء امين، لقد تميزت السنوات الماضية بلجوء القوى المعادية للعالم العربي والأمة الإسلامية لاستخدام أساليب جديدة في فرض إرادتها على دولنا وقد لجاءت إلى استخدام ما يسمى بحروب الجيل الرابع وفيه يتم التمييز لتلك الحروب من خلال تجميد أفراد ومنظمات وأحزاب داخل الدولة المستهدفة بحيث يتم إقناعهم بحتمية إسقاط الحكومات القائمة من خلال إزاحة الحاكم والقضاء على جهاز الشرطة والأمن الداخلي والقوات المسلحة والقضاء وما يترتب على ذلك من دمار اقتصادي واجتماعي والاضطرار إلى هجرة أماكن المعيشة وفقدان الرعاية الصحية وكل أشكال الحياة التي تمكن الإنسان البقاء حيا.

وأشارت إلى استخدم وسائل الدعاية من خلال السوشيال ميديا “الإنترنت” لتفتيت الكيان النظامي للمجتمع في الدولة المستهدفة لتسهيل عملية اختراق الحياة داخل الدولة المستهدفة، في الواقع فان المشكلة ليست في الجهة المعادية لها فلها تفكر كيفما تشاء وهذا حقها ، وبما أننا لنا حقنا فمن الضروري أن لا تكون آذاننا وعقولنا أكياسا لتجميع القمامة الصادرة من العدو إلينا ولا يجب أن نمنح ثقتنا لما يقولون وهنا تبرز قيمة الشعب وقدرته ولذلك يحدد الشعب ما يستحقه في الحياة من كرامة وعزة ورفاهية اجتماعية أو العكس.

دور الإعلام

وتوضح أن الدولة ومجلس الوزراء لا يدخروا جهد في مجابهة أمثال تلك الحروب، فهناك مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء والذي يقوم بالرد على الشائعات بالحقائق والأرقام والمعرفة، وكذلك يجب على المواطن المصري أن يقوم تلقائيا بالرد على أي شائعة، لذلك يجب أن يتكاتف الشعب لمواجهة ذلك، وأيضا من الضروري تكاتف الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب للتصدي لمثل هذه الحروب وخاصة الإعلام عن طريق التوعية وعدم ترديد الشائعات لما يعود بمردود سلبي على الشعب المصري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى