سماح صادق قناوي تكتب: الحاضر الغائب

الحاضر الغائب.. حاضر نعم ولكنك بين عالمٍ ليس للروح فية مكان ليس للمشاعر كلمة عالمٍ موجود ولكنه معدوم،

عيناي مبصرة تنظر اليكَ نعم ولكنكَ مثل الضباب يصعب رؤيتكَ،

وعندما أتقرب إليك لألمسكَ تختفي ويتلاشى وجودكَ وكأنه لم يكن،

شفتاي تنطق بأسمكَ نعم ولكن كصدى الصوت يذهب ويرجع عليلٍ،

أُذناي تسمعكَ نعم ولكن أين أنت بالحديث الذي يشتاقه قلبي ويجعلني كالملكة .

حاضرٍ غائبٍ تبعثرت الحياة فأصبحت كالصحراء الجرداء، فأصبحت بعد النور ظلام، فأصبح الحي فيها مثل الأموات .

” أين ينابيع الكلام المعسول الذي يجعل المرأة كاطفلة في عهدها، أين النخيل والأشجار الذي تكسه تلك الصحراء،

كذلك أين نبرة صوتكَ التي تسحب روحي نحوها وأنا مغمضة العيني ..

ذهبت الحديقة وأصحبت صحراء .. ذهبت الزهور وأصبحت قش صفراء ..

لقد ذهبت الأنغام وأصبحت رياح غبار متربة تعمي العيون..

ومعها القلب حيران ..

ذهبت دقات القلب الهادئة فأصبحت دقات مسرعة مرعبة خائفة من إنفحار بركانها ..

تنهال قدامي بالدماء لقسوة حجر الصحراء مثلها مثل قلبكَ المتحجري .

ألا يأتيني الربيع بعد

كذلك ألا تأتيني سماع ترانيم الموسيقي لأرقص على أنغامُها،

ألا تأتيني بعض كلمات البحتري والمتنبى والشعراء العاشقين .

فالتعلم أيها الرجل بأن المرأة مهما قدمت لها أمنيات وأحلام لا يكفيها .

لأنها من بين الذهب والألماظ تريد وردة ،

ومن بين الأموال والأرباح تريد كلمة، من بين كنوزك تريد ضمة تشعرها بالأمان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى