مساحة رأى

أحمد سلام يكتب: المشهد الأخير في فبراير !

 

التخلي عن المنصب ..الرحيل عن الحياة في شهر فبراير مفارقة سطرها القدر للرئيس الأسبق حسني مبارك

هذا ليوثق يوم الجمعة 11 فبراير 2011 الإعلان من خلال اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية

وذلك عن تخلي رئيس الجمهورية عن مهام منصبه في بيان من داخل مبني المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو البيان الأخطر في تاريخ مصر المعاصر.

حديث التخلي عن السلطة لم يكن إراديا فقد كانت الثورة الشعبية بما لها وما عليها

وراء البيان الذي أنهي ثلاثين عاما في السلطة هي الأطول لرئيس مصري لم يستوعب حكمة الأيام

هذا لينتهي أمره بمثل ما انتهى إليه واليقين أن استمراره وقتها كان كارثيا

لأن الشعب كان يريد بحق إسقاط النظام

لأجل أن يحيا المصريون كراما بحسب شعار تلك الأيام عيش. حرية. عدالة اجتماعية

وهو ما تعذر لأن الثعالب ظفرت بالوليمة وكان ماكان.

من فبراير 2011 إلي فبراير 2020 مبارك خارج السلطة.

المشهد الأسوأ في حياة أي إنسان

وهنا النكران والخذلان فمن كان يمتدح إنما ينافق ومن كان يقترب فإنما لحاجة في نفس يعقوب !.

أودع مبارك السجن علي ذمة التحقيقات والقضايا وانتهي الأمر إلي إدانة في قضية واحدة

وهي قضية القصور الرئاسية مع براءة في قضية القرن الشهيرة التي هي قتل المتظاهرين.

ويقضي مبارك سنواته الأخيرة في المستشفي سجن طره في عام حكم الإخوان ومستشفي القوات المسلحة بالمعادي بعد ذلك

هذا إلي أن عاود الي بيته في القصر القريب من قصر الاتحادية

وقد تقدم به العمر وينقل للمستشفي جراء متاعب صحية ليلقي ربه 25فبراير2020

ويشيع في جنازة عسكرية قائداً سابقاً للقوات الجوية . رئيسا سابقاً لمصر.

الموت يغلق كل الأحاديث .. من بلا خطيئة فليرمه بحجر.. فقط سرد ما جري إنما لسرد تجربة انتهت إلي سراب .

ملك الدنيا دون أن يتدبر حكمة الأيام لينتهي به المطاف وقد نزع منه الملك في مشهد عنوانه لمن الملك اليوم؟!.

حديثي ليس إهانة للرجل الذي يحسب له تاريخه العسكري المشرف قائداً لسلاح الطيران خلال حرب اكتوبر المجيدة.

بل للتذكير بأن التشبث بالسلطة يمهد لنهايات أليمة ذاك هو التاريخ الذي وثق نهايات متشابهة لكل الطغاة.

حكمة الأيام استلزمت الإنصراف وتداول السلطة من رئيس لآخر

ولكنها طبائع البشر التي جعلت الرئيس مبارك يعاند نفسه وشعبه

والمحصلة ثلاثون عاماً في السلطة وأقل من عشر سنوات في الظل

وهي بحق سنوات ليست كسالف السنوات.انتهت بالممات ولله البقاء والدوام.

المشهد الأخير في فبراير .. تخلي عن السلطة11 فبراير 2011..

رحيل عن الحياة 25 فبراير 2020..

إنها سيرة الفريق طيار محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية الأسبق رحمه الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى