حوارات وتقارير

شيركو حبيب: ثورة ايلول رفعت شعار الديمقراطية للعراق

كتبت _ فاطمة بدوى :

اكد شيركو حبيب ممثل الحزب الديمقراطى الكردستاني بالقاهرة فى احتفالية الحزب بالذكرى ٥٧ لثورة ايلول ..

ان الذكرى 57 لثورة ايلول التي اندلعت شرارتها في 11 من سبتمبر عام 1961 بقيادة الاب الروحي للشعب الكردي مصطفى بارزاني الخالد، و كان شعارها الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكردستان، و هذا الشعار الذي رفعه الحزب الديمقراطي الكردستاني يوم تاسيسه في 16 من اغسطس عام 1946. لايمان مؤسس الحزب بالديمقراطية و تحقيق مطاليب مكونات القومية في العراق في ظل دولة ديمقراطية.
لقد جاءت ثورية ايلول تلبية لمطاليب الشعب العراقي برمته، رغم ان الشرارة الاولى لهذه الثورة انطلقت على اراضي كردستان العراق، لكنها كانت مدعومة من ابناء الشعب العراقي باختلاف انتماءاتهم القومية او الدينية او المذهبية، والتحقت بها عدد كبير من ضباط و المراتب العسكرية و الشرطة العراقية، و امتزج الدم الكردي مع الدم العربي و القوميات الاخرى، من اجل نصرة الثورة و بناء عراق ديمقراطي.

القتال و الخيار العسكري لم يكن يوما من الايام خيار شعب كردستان و لا الحزب الديمقراطي الكردستاني، بل نحن دائما مع حل الخلافات بطرق سلمية وديمقراطية بعيدة عن العنف و القوة العسكرية، لكن تعنت الانظمة التي حكمت العراق انذاك وعدم رضوخها للغة الحوار و التفاهم مما اضطر بالشعب الكردي اعلان ثورة للدفاع عن الديمقراطية و حقول شعب كردستان خاصة و الشعب العراقي عامة.
لقد كانت ثورة ايلول ثورة شاملة ضمت في صفوفها كل شرائح، لان اهدافها كانت معلومة المعاني, و خطابها السياسي واضح ومحدد المعالم والذي كان يعبر عن الالم وآمال وارادة شعب، وكان الخالد مصطفى البارزاني وقيادة الحزب الديمقراطي يؤمنان بان الديمقراطية للعراق هو الطريق الوحيد والصحيح لضمان الحقوق المشروعة لشعب كوردستان والمكونات الاخرى للعراق.

لقد حظيت ثورة ايلول بتاييد شعوب العالم المناضلة والاحزاب والمنظمات السياسية التي تدعو الى حرية الانسان وحق تقرير المصير، و لاننساه الفتوى الشهير لسماحة السيد محسن الحكيم (قدس) حين حرم قتل الاكراد، عندما طلب منه الرئيس العراقي انذاك في بداية ثورة ايلول، باصدار فتوى يحلل فيه قتل الكرد، و كذلك مواقف الزعيم الراحل الخالد الذكر جمال عبدالناصر حول القضية الكردية ، حيث اشترط بارسال القوات العسكرية المصرية الى العراق في منتصف الستينات من القرن الماضي بعدم اشتراك هذه القوات في القتال ضد الكرد، وكذلك كانت للثورة في عهده ممثلية هنا في القاهرة، و كانت مصر دائما ولاتزال مع حقوق الشعوب و اليوم نرى مواقف الحكومة المصرية و فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بوحدة العراق و ضمان الحقوق الدستورية للشعب الكردي، و هذه المواقف محل تقدير و اعتزازنا، كما كتب عن ثورة ايلول الكثير من السياسيين والاعلاميين، وكانت ثورة ايلول داعمة من قبل الحركات التحررية الديمقراطية و الاشتراكية في العالم، وذلك لعدالة اهدافها التي كانت مؤيدة وداعية الى انتصار حقوق القوميات والاديان والمذاهب ومن هنا اصبحت موئلا لكل المضطهدين السياسيين العراقيين كما اصبحت ميدانا لنشاطات الحركة الوطنية العراقية المناضلة مثلما اصبحت مركز اشعاع تحرري لكل كوردستان.
السيدات و السادة
واذ نحن نحتفل بالذكرى 57 لثورة ايلول، يمر العراق بمرحلة بالغة الدقة و الحساسية، وهذه الظروف الدقيقة تتطلب منا جميعا العمل بروح وطنية عالية بعيدة عن الانتماءات الطائفية او المذهبية، بل العمل بروح عراقية عالية والالتزام بالدستور و الشراكة الحقيقة و التوافق و التوازن، لان الدستور هو الضامن الوحيد لبقاء العراق موحدا قويا، العمل على حل الخلافات العالقة بین إقلیم کوردستان والحکومة الاتحادية في إطار الدستور العراقي، بغیة الوصول إلی إحقاق الحقوق وإرساء دعائم الدیمقراطیة والتعددیة وتحقیق الإستقرار السیاسي.
وعدم تكرار اخطاء الماضي بتهميش الدستور، وقد نبه الرئيس مسعود بارزاني في عام 2012 بان علينا جميعا الالتزام بالدستور لبقاء العراق موحدا، لكن مع الاسف الاذان لم تكن صاغية، مما اضطر شعب كوردستان في 25 سبتمبر من العام الماضي باجراء الاستفتاء، وعلينا جميعا الاسراع بتشكيل حكومة وطنية على اسس الكفاءات و العمل من اجل بناء عراق جديد يسوده التاخي و المحبة والسلام، لان الحكومة المقبلة ستكون حكومة التحدي و الاعمار و بناء العراق من جديد، و علينا جميعا ان نقف بوجه التدخلات الخارجية من اية جهة كانت، و يكون علاقتنا مع دول الجوار و المنطقة على اساس الاحترام المتبادل و عدم التدخل في الشؤون الداخلية، و نطالب من الجميع عدم تصفية حسباتهم على الاراضي العراقية, وعدم شن هجمات من اراضي كوردستان العراق على اية دولة، ومن هنا نرى من الضروي على هذه الاطراف حل قضاياهم و خلافاتهم بالحوار و التفاهم لكي تستقر المنطقة، و ان العراق و العراقييون عانوا كثيرا من الاضطهاد و المظالم في العهود السابقة, ومن هنا نطالب الاشقاء و الاصدقاء لمساعدة العراق لاعادة اعمار ما دمره الارهاب و خاصة مدن مثل مدينة الموصل مدينة الحدباء و ام الربيعين، وكذلك مدينة سنجار و باقي المدن الاخرى.
السيدات و السادة الاكارم
خلال الايام القليلة القادمة اقليم كردستان مقبل على انتخابات تشريعية، نتمنى ان تكون هذه الاتنخابات بداية عهد جديد و نبذ الخلافات و العمل على بناء كردستان قوي و خدمة الجماهير و حل الخلافات مع المركز على اسس مواد الدستور العراقي، لان عندما تكون اربيل عاصمة الاقليم قوية ستكون دعما و سندا لبغداد عاصمة العراق، و بالعكس بغداد قوية دعم و سند لاربيل ، ونتمى انتخابات نزيهة و شفافة، و نحن كحزب الديمقراطي الكردستاني على ثقة باننا سنحصل على اكثرية مقاعد برلمان كوردستان كما فزنا بالمركز الاول كحزب على صعيد العراق، و على نتائجها يجب تشكيل حكومة الاقليم مع الاحزاب الفائزة في الانتخابات و خاصة مع حليفنا الاتحاد الوطني الكردستاني لبناء كردستان مزدهرة و اعادة اعمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى