حوارات وتقارير

أردوغان يسيطر على كل تركيا من أجهزة الدولة إلى ورق حمام المراحيض

عن العلاقات الأمريكية التركية، نقل الصحافي جون س. فان أودنارن عن الزميل البارز في مركز دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية في جامعة ليهاي هنري باركي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُسيطر على كل شيء في جهاز الدولة، ومن المرجح أنه يقرر نوع أوراق المراحيض الذي تشتريه الجامعات.

اتهامات بالتآمر
وعانى باركي نفسه من استبداد إردوغان مباشرة. وذكر الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن أي. كوك، الذي شارك في الحلقة الدراسية أن باركي واجه اتهامات من تركيا بأنه متآمر في المحاولة الإنقلابية في يوليو (تموز) 2016، علماً أنه كان يشارك يومها، في مؤتمر أكاديمي حول إيران، لكن الاتهام غير المبرر يدل على عمق توجس أردوغان.
وقال أودنارن إن النقاش الذي دار في 4 أكتوبر (تشرين الأول)، أداره جيفري كيمب، كبير مديري برامج الأمن الإقليمي في مركز المصلحة الوطنية. وتركز الحديث على السلوك الداخلي والدولي لأردوغان لأنه كما لاحظ باركي “فإن تركيا تحولت إلى نظام استبدادي فردي شعبوي”.
وأكد أنه عقب المحاولة الإنقلابية الفاشلة، عزز أردوغان سيطرته على الجميع، من المؤسسات الرئيسية للدولة والمجتمع التركي، البرلمان، والقضاء، والجيش، والنظام التعليمي. وتبخرت حرية الصحافة.سجن الصحافيين
وصارت تركيا الآن سجناً للصحافيين. ولكن التحدي الأكبر والأهم الذي يواجه أردوغان هو الاقتصاد. إذ تعاني تركيا تراجعاً اقتصادياً مع نسبة تضخم تساوي نحو 25%، وحتى أكثر التوقعات الاقتصادية تفاؤلاً تتنبأ بتراجع الناتج المحلي الإجمالي بـ 3 % في 2019.
وقال الصحافي إن أردوغان ربما لا يدرك تماماً عمق المأزق الاقتصادي في تركيا لأنه “أحاط نفسه برجال يقولون نعم لقراراته”. وعلى سبيل المثال عين بيرات ألبيرق صهر إردوغان الذي لا يتمتع بخبرة كافية وزيراً للمال.

قوة عظمى!

وأوضح أودنارن أن أردوغان يتعامل مع المفاهيم الداخلية لتركيا على أساس اعتبارها “قوة عظمى قائمة بذاتها”، مشيراً الى تصريحاته الأخيرة أمام الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة بأن “العالم أكبر من خمسة”، في إشارة إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.
وفي هذا الصدد، سعى أردوغان إلى جعل تركيا لاعباً إقليمياً رئيسياً، لكن النتائج كانت متفاوتة حتى الان.
وتشمل التحديات الرئيسية النصر الوشيك لبشار الأسد في سوريا، ودفع تركيا للإنضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وتوقف العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، أقر كوك بأن نهج أردوغان الشامل في السياسة الخارجية قد حقق بعض المكاسب، وليس أقلها “علاقة عمل” مع روسيا، وهو أمر لم تتمتع به أنقرة وموسكو أبداً خلال الحرب الباردة.
وعلاوة على ذلك، فإن أوروبا غير متحمسة لممارسة ضغوط مفرطة على أنقرة خوفاً من التعجيل بالانفجار الاقتصادي، إذ تحتفظ المصارف الأوروبية بغالبية ديون تركيا.

إنقاذ 

وشكك كوك في الحكمة التقليدية السائدة في واشنطن بأن العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا “بحاجة إلى الإنقاذ”، مشيراً إلى أن الفائدة الاستراتيجية التي تقدمها تركيا للولايات المتحدة “نظرية”، في هذه المرحلة.
وفي الوقت الذي يزيد  فيه الاحتكاك الشخصي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأردوغان توتر العلاقات، عزا كوك الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا في المقام الأول إلى العوامل الهيكلية النابعة من المصالح والقيم المتباينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى