محمد سلامة يكتب: مغزى الزيارة التاريخية للرئيس السيسي إلى أذربيجان

بقلم: محمد سلامة

يبدو للوهلة الأولى أن زيارة الرئيس السيسي الى الهند ثم أذربيجان تكريسا لمبدأ الاتجاه شرقا من الصين وروسيا

حيث الشراكة الاستراتيجية التي تعكس حجم العلاقات التاريخية وكذلك اليابان والهند مرورا بأذربيجان.

ولأذربيجان خصوصية تاريخية وثقافية ودينية حيث تمتد العلاقات التاريخية لعهد المصريين القدماء

مرورا بالغطاء العثماني حيث كانت الدولتان جزءا من الخلافة العثمانية.

هذا مرورا بالاستقلال الأذربيجاني الثاني عام ١٩٩١ ، حيث كانت مصر أولى الدول العربية والإفريقية التي اعترفت بأذربيجان

ثم تلتها خطوات جدية لبناء علاقات راسخة تبني على ماسبق من قواسم مشتركة.

وليس صحيحا أن الرئيس السيسي هو أول رئيس مصري يزور أذربيجان كما ذكرت التقارير والوكالات.

فقد سبقها زيارة الرئيس جمال عبد الناصر إلى أذربيجان في عام ١٩٥٨ واستقبله علي خانوف رئيس الوزراء في ذلك الوقت.

واستقبل عبد الناصر استقبالا حافلا إبان الاتحاد السوفيتي حيث كانت أذربيجان أحدي جمهورياته.

مغزى زيارة الرئبس السيسي

هذا ويتضح مغزى زيارة الرئبس السيسي لاذربيجان ولقائه بالرئيس الهام علييف في قمة هامة للغاية

من حيث توقيتها وظروفها والإعداد لها لدفع العلاقات المصرية الأذربيجانية في كافة المجالات

وأولها العلاقات الاقتصادية والتجارية والطاقة حيث يمتلك البلدان آفاقا كبيرة لاستثمار طاقات البلدين في خدمة شعوبهما.

فمصر أصبحت مركزا للغاز في شرق المتوسط وتقوم بتصديره لأوربا

في الوقت الذي تعوم فيه أذربيجان على بحيرة من النفط والغاز

وكذلك مدت خطوط وأنابيب للغاز والنفط إلى أوربا حتي قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

ونعود إلى تلك القمة التي تحمل في طياتها آثارا إيجابية على الشعبين ليست فقط في العلاقات الاقتصادية والتجارية رغم أهميتها

بل أيضا في التنسيق السياسي المشترك في المحافل الدولية فأذربيجان ترأست قمة مجموعة عدم الانحياز

وهي ثاني أكبر منظمة بعد الأمم المتحدة وتسلمتها من مصر في تناغم سياسي

هذا فضلا عن التنسيق في مكافحة الارهاب وتبادل المعلومات حول هذا الشأن. وبخلاف ذلك تأتي العلاقات الثقافية في صدارة العلاقات الثنائية

حيث تمتزج وتنصهر تلك العلاقات على مدى قرون ووصلت في بداية الألفية الثالثة أن سجلت مصر أولى الدول في العلاقات الثقافية

ونشاطاتها في أذربيجان بفضل جهود السفارة والمركز الثقافي المصري بباكو.

إن القمة المصرية الأذربيجانية تكلل جهود عشرات السنوات من العمل الدؤوب الذي تكلل بفتح خط طيران مباشر بين باكو وشرم الشيخ لزيادة التبادل السياحي بين البلدين

وتتمتع مصر وأذربيجان بمقومات سياحية كبيرة.

كما أن مصر تري في أذربيجان مجالا مهما لمنطقة القوقاز وبوابة إليها

وهناك نماذج مصرية لإقامة استثمارات ومشاريع في المناطق الحرة بدول القوقاز.

الرئبس السيسي ومكافحة الإرهاب

إن مكافحة الإرهاب يعد أساسا مهما تبذل فيه الدولتان كل جهودهما من أجل الاستقرار والأمن الذي يوفر الأرضية للاستثمارات الأجنبية

هذا فضلا عن القوانين التي تسهل وتمنح أفضلية لجذب الاستثمارات.

ورغم كل ذلك . فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين أقل من طموحاتها واايعكس حجم العلاقات بين البلدين،

وأعتقد أن زيارة الرئيس السيسي إلى أذربيجان ولقاء القمة مع أخيه الرئيس الهام علييف تضع آساسا جديدا لمنظور “خارج الصندوق”

وهذا لدفع العلاقات في كافة المجالات. والقاطرة في ذلك هو الطاقة التي تتمتع بها البلدين

وكذلك يمكنهما من بناء كثير من المشاركات في هذا المجال لخدمة الشعبين وتخفيفا لأزمة الطاقة العالمية.

زيارة الرئيس السيسي لاذربيجان ولقاء القمة بين الرئيسين نقطة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين ولها مابعدها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى