السفير د. جيلبير المجبِّرْ يكتب … الإعلام مرآة الشعوب العظيمة 

بقلم د. جيلبير المجبِّرْ –

فرنسا في  3 أيّار 2023 – نحن في مستهل شهر أيّار وهذا الشهر يحمل في باطنه العديد من المناسبات ومنها على سبيل المثال ” اليوم العالمي لحرية الصحافة World Press Freedom Day” ، وهذه المناسبة بالنسبة لي من أقدس المناسبات في قاموسي وفي وطني لبنان . ومن أرض الغربة معطوفة على حنين وطني لبنان أحيي كل رجالات الإعلام الأبطال الذين ينقلون صورة حضارية عن ماهية الإعلام وقوته الصادقة التي تعتمد على القلم والفكر الحر .

يصعب عليّ أن أكون مواطن لبناني مقيم خارج بلادي وإشارك في إحتفالات هذا العيد ووطني مجروح مسلوب الإرادة صحافته تعاني الأمريّن جرّاء ساسة أقل ما يُقال عنهم أنهم فاقدي الضمير بائعي أوهام لا يُقيمون وزنًا للأقلام الحرة ، يعيشون كالمرتزقة على ضفاف الإعاشات الآتية من الخارج .

من أرض الغربة وبكل ما أوتيت من جهود وعلاقات سأسعى ووفقًا لإمكانياتي المتواضعة أنْ أعمل لمضاعفة قوة الإعلام اللبناني الرائد بتحقيق التوازن بين مصادر قوته ومعرفة كيفية إستخدامها في الوقت المناسب لخدمة أنبل قضية ألا وهي القضية اللبنانية التي باتت منسيّة من قبل الجميع إلاّ من أصحاب الأقلام الحرة.

الإعلام الحر تزداد أهميته في إدارة الجمهورية اللبنانية وتأثيره في مناقشة كل القضايا المطروحة المحلية والإقليمية والدولية وبالتالي إننا في المؤسسة نعتبر أنّ القوة الإعلامية الحرّة هي من أهم مصادر القوة الإعلامية التي تُستخدم للتأثير في سلوكية العمل السياسي داخليًا وإقليميًا ودوليًا ، فهي التي تحمل للشعب اللبناني منظومة سياسية حرّة وهي التي تحقق ما يطلق عليه منطق الحق الذي لا يُعلى عليه لأنّ الحق سلطان على ما يقوله المثل .

هنا في فرنسا أرض الغربة أطلقوا على الإعلام ” الثورة التكنولوجية ” التي تتبلور معالمها وتتضح عمليًا ، لذا يمثل الإعلام والتواصل الحر لب العلاقات السياسية الصادقة السليمة وبقدر نجاح أي إعلامي في الإتصال مع الآخرين بقدر نجاحه في الإضاءة على المنظومة السياسية الحرة المبنية على مبادىء علمي السياسة والإعلام ، حيث ينعكس ذلك على الصحة السياسية والإجتماعية للشعب اللبناني ، وبقدر نجاح الإعلاميين في تواصلهم مع الخبر الصادق هذا يعني البقاء في إجواء الصدق والخبر اليقين .

حرية التعبير حق من حقوق الإنسان ، إنّ حرية التعبير حق أساس من حقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان … وتصب حرية الإعلام والوصول إلى المعلومة الصادقة في الهدف التنموي الأوسع نطاقًا والمتمثِّل في تمكين الناس والتمكين هو عملية متعددة الأبعاد الإجتماعية السياسية تساعد الناس على التحكم في مسار حياتهم الوطنية  ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الوصول إلى معلومة دقيقة ونزيهة وحيادية ممثلة تعدّد الآراء التي تتناسب والقوانين المرعية الإجراء وبالتالي المشاركة في الحياة النشيطة للمجتمع اللبناني .

شاركت في ندوة لمناسبة اليوم العالمي وكم كنتُ مسرورًا عندما عرفت عن نفسي كمواطن لبناني يعشق الإعلام الحر حيث علا الصفيق لمجرد ما قلت ” مواطن لبناني من جيل الأقلام الحرة النزيهة” ، ندوة قاربت بموضوعية واقع الإعلام في دول المشرق الحبيب وخلصت إلى ضرورة توافر بيئة تنظيمية وقانونية تسمح بظهور قطاع إعلامي  متعدّد الآراء ومنفتح كما لا بد من توافر الإرادة السياسية لدعم ذلك القطاع وتوافر سيادة القانون لحمايته ، وأيضًا من الشروط الموضوعية لا بد من وجود قانون لضمان الحصول على المعلومات وبخاصة المعلومات في المجال العام .

لمناسبة هذا اليوم المجيد، الإعلام الحر عمل لا يمارسه إلاّ عُشّاق الحرية ، أقلامهم تزلزل الأرض وتُخرج من تحتها أثقال الكذب مقالاتهم حمم متوقدة ، نفحات الحرية في كلماتهم ، نور الأمل يخرق الباطل ليُبيد العفن … إرادتهم تحطم القيود والأغلال وكلما رافقت إعلاميًا أحس بالإجلال تجاهه … إنهم الشجعان ينطقون بالمعجزات ويتحدون المستحيلات … لتبقى أقلامكم الحرة منارة في لبنان نعم إعلامكم مرآة الشعب اللبناني الحر .

كاتب المقال : السفير الدكتور جيلبير المجبِّرْ كاتب ومحلل سياسي لبنانى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى